بستان الصحابة

كتاب بستان الصحابة
المؤلف: حنفي محمود معوض

هذا الكتاب ما هو إلا محاولة متواضعة لإلقاء الضوء، ليس علي هؤلاء الرجال فهم نجوم وشموس وأقمار، وهم من يلقون الضوء علينا لينيروا لنا الطريق بهم نهتدي ونقتدي، ولكن الهدف هو إلقاء الضوء لنا لنري القليل مما قام به هؤلاء الرجال لنصرة الدين، فقد باعوا أنفسهم لله واسترخصوا كل غال وثمين للوصول لرضا الله ورسوله، فحفظ الله ذكرهم وأسماءهم حتى أصبحت السيرة الذاتية لأي منهم عبارة عن نهر نرتوي منه بالخصال الحميدة ونبل الأفعال. تعلمنا منهم كيف يكون الإيمان وكيف نتبع تعاليم الإسلام ونطبق شرائعه ونقيم عباداته وننفذ تعاليم معاملاته هم من جسدوا لنا الإسلام، بهم تمت الفتوحات، وبخصالهم دخلت شعوب وقبائل كثيرة إلى رحابة الإسلام، فهم كانوا خير إعلان عن الدين، وكانوا خير دعاة للإسلام بالعمل وليس بالقول وقد ابتدأت بالعشرة المبشرين بالجنة، والصحابة جميعم مبشرون بالجنة سواء ورد فيهم حديث أو لم يرد كيف لا وهم من صادقوا الحبيب وعايشوه وجالسوه وأحبوه، فهو معهم وهم معه في الجنة. فصحابة رسول الله حازوا كل الفضل في جميع مجالات الدين والدنيا، فهم من ارتوى من نبع رسول الله، عايشوه وشاهدوه وسمعوه ولاحظوا أفعاله في حله وترحاله، في فرحه وحزنه، وفي غضبه وصفوه فقد كان عليه الصلاة والسلام بمثابة الأخ والصديق والأب والإنسان والنبي والقاضي والحاكم والقائد والمرشد والمفتي، لذلك كانوا خير خلق الله، وحال هذه الأمة لن ينصلح إلا بما صلح به أولها أرجو أن أكون قد وفقت في رسم صورة لهؤلاء النجوم واقتربت من تجسيد شخصياتهم لتعيشوا معهم وبهم وفيهم، فهم رجال أجبروا التاريخ علي أن يدون مناقبهم ويترجم سيرهم، ويسجل صفحات مضيئة بأسمائهم، مسيطر فيها صفاتهم الكريمة وخصالهم النبيلة وقيمهم الرشيدة وبطولاتهم الفذة وخبراتهم العميقة في السلم والحرب والدين والدنيا، علي الرغم من بساطتهم وضيق العيش لأغلبهم إلا أنهم كانوا أسعد خلق الله لأنهم عرفوا كيف تكون تجارتهم مع الله فربح البيع هؤلاء هم الدعائم والقواعد، نعم هم القدوة وفي اتباعهم النجاة في الدنيا والفوز بالآخرة. اللهم احشرنا في زمرتهم ومتعنا